إن ورم الدماغ هو كتلة في نسيج الدماغ تتشكل من خلال تكاثر الخلايا بشكل غير منضبط وبشكل غير طبيعي مثله مثل الأورام في أجزاء أخرى من الجسم. كما هو الحال مع السرطانات الأخرى، فهذه الأورام من حيث النوع تنقسم إلى أورام حميدة سليمة وأورام خبيثة. ومن الخطأ القول بأنه ليست هناك حاجة لفعل أي شيء مع الأورام حميدة.
الأورام الحميدة هي الأورام التي تغيب تماماً عن حياة المريض إذا جرى استئصالها جراحيًا. لذلك في أنواع الأورام هذه فإن العلاج الجراحي هو الأكثر فعالية وهو العلاج المنقذ للحياة.
أما الأورام الخبيثة فهي أورام يمكن إطالة عمر المريض المصاب بها ما أمكن وفقاً لنوعية وجودة إجراء العملية الجراحية، لكن على الرغم من كل شيء هي أورام متكررة. ومع ذلك فإن العامل الأكثر أهمية في إطالة عمر المريض المصاب بورم خبيث هو عملية جراحية جيدة التنفيذ أما سكين غاما وأساليب العلاج الإشعاعي الأخرى والعلاج الكيماوي هي فقط عامل علاجي مساعد يعقب العملية الجراحية.
إذا اصطحب الصداع الصباحي الذي يكون عند الاستيقاظ من النوم دوران وقيء…
تخلق أورام الدماغ له مجموعة واسعة من المؤشرات. الصداع موجود عند حوالي نصف المرضى وعلى الرغم من وجود ورم دماغي ضخم لدى النصف الآخر منهم فقد لا يعانون من أي صداع. قد يكون الصداع المصاحب لورم الدماغ متعدد الأنواع وغالباً ما يتميز بالألم الشديد يرافقه الغثيان والقيء عندما نستيقظ في الصباح. تظهر أعراض الورم في المنطقة الوظيفية للدماغ التي يتواجد فيها، فعلى سبيل المثال إن الورم الموجود في مركز السمع والنطق يؤثر في مهارات الكلام والسمع. يكون للورم في المركز البصري أعراض تخص الرؤية. كما أن الورم في المنطقة المسؤولة عن حركتنا أي في موقع المحرك كما يعرف قد يسبب حالة شلل. عدا ذلك فإن من الأمور الشائعة التي نراها أن المريض ليست له أي قصة مرضية تخص نوبات الصرع ولكن يحصل له نوبة من الصرع فجأة (الإغماء) وهذا أمر شائع.
معدلات الوفاة …
كل عام يموت ما يقرب من 4 إلى 5 أشخاص من بين كل 100 ألف شخص نتيجة ورم في الدماغ. يصاب سنوياً ما يقرب من 14 شخص من بين كل 100 ألف شخص بورم دماغي. كما أن الأورام الدماغية يمكن مشاهدتها في مختلف الفئات العمرية ابتداء من الولادات الحديثة ووصولاً إلى من هم في الثمانين من العمر. بشكل عام فإن الأورام الخبيثة في فئة الأطفال هي أكثر خطورة مما تبدو عليه. التشخيص المبكر مهم في أورام الدماغ وكذلك في جميع أنواع السرطان لأن العلاج أسهل في المراحل المبكرة. بما أن الأورام الخبيثة عادة ما تكبر دون إبداء أي أعراض وعلامات، فإن المرضى الذين يعانون من أورام الدماغ الخبيثة للأسف يراجعون الطبيب في مراحل متقدمة جداً من المرض. لا يمكن إجراء التشخيص إلا بعد التصوير بالرنين المغناطيسي الدماغي أو التصوير المقطعي. على الرغم من أن سبب تكون الورم غير معروف تمامًا كما هو الحال في أنواع السرطان الأخرى إلا أن الإشعاع المؤين (كنتيجة لانفجار المفاعلات النووية أو التعرض المكثف إلى الأشعة السينية) هو أحد أهم أسبابه. و كل المواد الكيماوية المعروفة بالمواد المسرطنة للجسم تعتبر أيضاً من بين العوامل المسؤولة عن الأورام الدماغية مثل:(الأصباغ النسيجية – فينيل أسيد، الأطعمة المملحة، ومشتقات النيتريت، واللحوم المجففة، وما إلى ذلك). يمكن أيضًا رؤية أورام الدماغ عند الأطفال حديثي الولادة، حتى عندما يكونون في رحم الأم. والسبب في ذلك هو أن الأم أثناء الحمل هي عرضة لكل العوامل المذكورة أعلاه.
لا توجد دراسة علمية تثبت أن الأجهزة التكنولوجية مثل الهواتف المحمولة تسبب أورام دماغية.
الفص الأمامي للدماغ (المنطقة الأمامية) هو مركز يتعلق ببنيتنا الشخصية وتركيبتنا النفسية. التغيرات المفاجئة في بنية الشخصية (الاكتئاب أو السلوك الهوسي) هي نتائج شائعة في الأورام التي تصيب هذه المنطقة.
الأخطاء الشائعة عن أورام الدماغ…
– الاعتقاد بأن أورام الدماغ بالتأكيد تسبب الصداع هو تفكير خاطئ لأن نصف المرضى لا يعانون أي نوع من الصداع.
– الاعتقاد بأنه لا توجد حاجة للعلاج أو للعملية الجراحية في الأورام الحميدة هو اعتقاد خاطئ. على العكس من ذلك الورم الحميد هو الورم الذي يغيب تماماً عن حياة المريض إذا جرى استئصاله بشكل كامل جراحيًا ولا يعود مرة أخرى. لذلك في أنواع الورم هذه فإن العلاج الجراحي عبر المعدات والآلات الحديثة وبأيادي خبيرة هو العلاج الأكثر فعالية وينقذ حياة المريض. لأن الأورام الحميدة تنمو إذا لم يتم علاجها وتهدد الحياة وتقتل في نهاية المطاف.
-إن العامل الأكثر فاعليةً في الأورام الخبيثة هو الجراح الجيد وتأتي خبرة ومهارة الطبيب في الصدارة. وإن من الخطأ الاعتقاد بأنه لم يعد هنالك حاجة للعمل الجراحي في الأورام الدماغية وأن طرق سكين غاما وسكين سايبر وحدها كفيلة بشفاء المريض. لا يمكن استخدام هذه الطرق إلا كطريقة علاج مساعدة ومساندة للعمل الجراحي في بعض الحالات والظروف الخاصة ولأجل أنواع معينة من الأورام. هي بمفردها لا تعتبر طرق ناجعة في العلاج. إضافة إلى ذلك فهي أساليب غير مجدية في القسم الأكبر من حالات الأورام الدماغية.