إن مرض القناة الضيقة الذي يظهر نتيجة التآكل في العمود الفقري في كثير من الأحيان مرتبطاً بالشيخوخة، يمكن أن يظهر في سن مبكرة لأسباب مختلفة.
القناة الضيقة سببها التآكل في العمود الفقري. ولذلك فإن الشيخوخة هي السبب الأكثر أهمية. ولكن في بعض الأحيان يمكن حدوثه في سنوات مبكرة من عمر المريض وذلك تبعاً لأسباب مثل العوامل الوراثية، والسكري، وأمراض الكلى، واضطرابات هرمونية، وتطبيق حمية عالية الكربوهيدرات أو حمية مرتفعة بنسبة السكر في الدم وما شابه من الأنماط الغذائية، والعادات السيئة مثل التدخين والكحول. سبب آخر مهم للإصابة في سن مبكرة هي العوامل البيئية في نمط حياتنا. البيئة الرطبة والعمل الشاق هي في مقدمة تلك الظروف. جراء هذا التآكل يحدث تلف في أقراص وفقرات العمود الفقري، وتتشكل نتوءات على أنسجة العظام، ويبدأ ظهور سماكة وتمزقات في النسيج الضام وبالتالي يبدأ تضيق القناة الشوكية بالتالي الضغط والتضييق على الحبل الشوكي الذي يمر من داخلها.
ينبغي تمييز أعراض القناة الضيقة في مجموعتين. أعراض القناة الضيقة (تضيق العمود الفقري العنقي) الناشئة في منطقة الرقبة وأعراض القناة الضيقة (تضيق العمود الفقري القطني) في منطقة أسفل الظهر. في منطقة الرقبة: تحدث شكوى تتمثل في ألم في العنق، ألم شديد في إحدى أو كلتا الذراعين، ضعف، خدر. إذا لم يتم علاج الحالة، يمكن أن تزداد الشكاوى وتحدث مشاكل خطيرة تصل إلى الشلل. أما في منطقة أسفل الظهر تظهر أعراض آلام أسفل الظهر، ألم في أحد أو كلتا الساقين، خدر وضعف. في فترات لاحقة، قد تكون حالة ألم شديد في الساق تزداد مع المشي، قصر مسافة المشي مع الزمن وازدياد الحاجة إلى الجلوس والراحة ، وقد تنتهي الحالة أخيرا بالشلل التام في الساقين.
بالإضافة إلى معلومات الفحص السريري للقناة الضيقة يجري التشخيص بالاعتماد على التصوير بالرنين المغنطيسي MR والتصوير المقطعي للعمود الفقري. في الوقت نفسه يمكن استخدام اختبارات التصوير الكهروكيماوي EMG على الذراعين والساقين كوسائل مساعدة في التشخيص. خاصة وأنها قد تبدي نفس الشكوى والأعراض فإنه يمكن الخلط بين أمراض الشرايين الوريدية المؤدية إلى الذراعين أو الساقين. ولكن يمكن تمييز الأوعية الشريانية للأذرع أو الساقين بسهولة عن طريق فحص دوبلر بالموجات فوق الصوتية.
في بداية هذا المرض تتم المعالجة عبر المسكنات الأولية وأدوية مرخيات العضلات، والتمارين، والعلاج الطبيعي وغيره. في فترات لاحقة يتم اللجوء إلى العلاج الجراحي بالنسبة للذين لا يستفيدون من مثل هذه العلاجات والذين تظهر المعاينة لديهم فقدان في الوظائف. وأحدث طرق العلاج في الجراحة هي العملية التي يتم فيها إعفاء وإراحة القناة الشوكية تمامًا في المنطقة المصابة سواء في العنق أو أسفل الظهر، وذلك باستخدام الأجهزة المجهرية. في أعقاب هذا الإجراء إذا رأى الطبيب ضرورة لذلك يتم إكمال العملية عن طريق تثبيت العمود الفقري بمسامير من التيتانيوم (المعروف باسم البلاتين عند عامة الناس) في منطقة الرقبة أو أسفل الظهر. إذا تم إجراء هذه الجراحة من قبل جراح خبير في حالة المناسبة يمكن الحصول على نتائج سارة تمنع الانتكاس أو تكرار هذه الحالة مرة أخرى. حيث لا توجد إمكانية تكرار العملية لمن خضع لها من قبل، ولكن على المدى الطويل في حالات نادرة جداً يمكن ملاحظة تضيقات جديدة في الفقرات المجاورة لمنطقة العملية، وبالتالي قد تستدعي الضرورة القيام بإجراء الجراحة عليها وإعادتها إلى مجراها الصحيح ضمن المنظومة العصبية. وهنا من أهم المواضيع التي يجب توخي الحذر فيها هي أن لا يزيد وزن المريض بعد الجراحة، وتجنب حمل الأحمال الثقيلة والالتزام بالقيام بالتمارين وغيره.
القناة الشوكية الضيقة في منطقة أسفل الظهر
مسامير التيتانيوم بعد العملية الجراحية