المتخصصون الذين يتعاملون مع علاج ورم الدماغ هم جراحو الدماغ وأطباء الأورام. العلاج الذي يجب القيام به يرتبط ارتباطاً وثيقاً بنوع وموقع وحجم ومدى تقدم الورم. من المهم أيضًا في بعض الأورام معرفة فيما إذا كانت الخلايا السرطانية موجودة في السائل الشوكي أم لا. معظم المرضى يناقشون الأسئلة التالية مع أطبائهم قبل بدء العلاج:
- هل هذا الورم حميد أم خبيث؟
- ما هي خيارات العلاج المتاحة؟ أي واحد تنصحني به؟ لماذا توصي بهذا الخيار؟
- ما هي المخاطر والآثار الجانبية المحتملة لكل من خيارات العلاج هذه؟
- ما هي التكلفة المادية المترتبة على خيار العلاج هذا؟
- كيف سيؤثر هذا العلاج على حياتي اليومية؟
ما هي خيارات العلاج لأورام الدماغ؟
هناك خيارات عدة للجراحة تبعاً لنوع الورم وموقعه وحجمه ومدى تقدمه والعلاج الإشعاعي أو العلاج الكيميائي (علاج السرطان بالأدوية). ومع ذلك لا ينبغي أن ننسى مايلي: لا يزال العلاج الأكثر أهمية لأورام الدماغ حتى الوقت الحاضر هو استئصال الورم بشكل كامل عبر عملية جراحية. مع هذه العملية يتم شفاء المريض وينجو تماماً من هذا المرض دون الحاجة إلى أي علاج آخر في حالة الأورام الحميدة. أيضاً في الأورام الخبيثة فإن إجراء عملية ناجحة كهذه هي العامل الذي يطيل عمر المريض إلى أطول فترة ممكنة.
كيف يتم إجراء الجراحة في الأورام الدماغية؟
بالنسبة لمعظم أورام الدماغ فإن التدخل الجراحي هو العلاج المفضل. يسمى الإجراء الجراحي الذي يتم فيه فتح الجمجمة والقيام بالتداوي باسم حج القحف. يتم فتح فتحة تحت التخدير العام. الجراحة هي الطريقة الوحيدة لإزالة الورم تماماً. الأسئلة العامة التي يطرحها المرضى على أطبائهم قبل الجراحة هي:
- كيف سأشعر بعد الجراحة؟
- بعد الخضوع إلى عملية جراحية جيدة يخرج المريض بالطريقة التي دخل بها إلى العملية ويطبق الضماد الطبي على منطقة العملية، وبعد العملية الجراحية يشعر المريض ببعض من التعب بسبب تأثير التخدير وتأثير العملية ولكنه يستطيع الكلام ولا يعاني من أية مشكلة في عقله وذكائه وحركات ذراعيه وقدميه.
- هل سأشعر بألم؟
في المكان الذي تتم فيه العملية الجراحية, قد تشعرون ببعض الألم الذي هو ضمن الحدود المقبولة والمعقولة
- كم من الوقت يجب علي البقاء في المستشفى بعد الجراحة؟
عادة ما يتم تخريج المريض من المستشفى في اليوم الرابع دون مشاكل
- هل لهذه الجراحة تأثيرات طويلة المدى؟ هل سيطول شعري المقصوص مجددًا؟ هل هناك أي أثر جانبي إذا تم استخدام مادة أخرى بدلاً من قطعة العظم المراد إزالتها من جمجمتي؟
إذا لم يسبب الورم ضررًا دائمًا قبل الدخول لإجراء العمل الجراحي فلن يحصل أي ضرر دائم بعد إجراء العملية بشكل ناجح. ومع ذلك ليس من الواقعي الاعتقاد بأن الجراحة الدماغية قد تكون خالية من أية مخاطر ومضاعفات. في بعض الأحيان قد يكون للورم مخاطر محتملة بسبب بنيته الطبيعية والمنطقة الحساسة المتواجد فيها. لذلك يجب عليك التحدث إلى طبيبك في كل حالة والحصول على معلومات مفصلة. ينمو الشعر المقصوص مرة أخرى. لا يوجد على الإطلاق أي أثر جانبي للمواد المستخدمة في الجمجمة.
- متى يمكنني العودة إلى الحياة الطبيعية؟
يمكنك عادة العودة إلى الحياة الطبيعية بعد حوالي 15-20 يومًا.
- ما هي فرص الشفاء التام؟
هذاالسؤال جوابه مرتبط بنوع الورم الذي أصبت به (كتصنيف للأورام). في الأورام الحميدة عادة ما يكون التحسن بنسبة 100 ٪. أما في الأورام الخبيثة فمن الضروري التحدث إلى الطبيب بشكل منفصل لكل حالة.
في بعض الحالات لا يمكن إجراء الجراحة على الورم. قد لا يكون من الممكن إزالة الورم دون الإضرار بأنسجة المخ الطبيعية حول الورم أو أن الورم في مكان خطير حيث لا يمكن الوصول إليه. في هذه الحالة يوصى بالعلاج الإشعاعي للمرض (الجلسات الشعاعية) أو أسلوب علاجي آخر.
ما هي الآثار الجانبية للجراحة؟
الصداع والانزعاج العام خلال الأيام القليلة الأولى بعد الجراحة شكاوى شائعة. يمكن السيطرة على الصداع بواسطة المسكنات. ومن الشائع أيضًا أن يشعر المرضى بالضعف والتعب بعد الجراحة. مدة هذه الأعراض تختلف من مريض لآخر. من الآثار الجانبية المحتملة الأخرى بعد الجراحة هي الالتهابات. تستخدم في هذه الحالة المضادات الحيوية. قد تتلف الأنسجة الدماغية الطبيعية أثناء الجراحة. في هذه الحالة قد تحدث مشاكل في مهارات التفكير أو المشاهدة أو التحدث. قد تحدث تغييرات في شخصية المريض. قد يصاب الشخص بنوبات صرع. هذه المشاكل تقل وتزول مع مرور الوقت على الأغلب؛ لكن في بعض الأحيان قد تكون النتائج دائمة. ومع ذلك ومهما كانت هذه العمليات معقدة وحساسة فإن إجراؤها بأيادي خبيرة تعطينا نتائج شافية دون اي مشاكل. في هذه العمليات الجراحية فإن أهمية تجربة وخبرة الجراح أمر لا جدال فيه.
كيف يتم العلاج الإشعاعي في أورام الدماغ؟
تعتمد الجلسات الإشعاعية أو العلاج الإشعاعي على مبدأ استخدام الحزم الإشعاعية ذات الطاقة العالية لقتل الخلايا السرطانية. يمكن أن تكون هذه الأشعة سينية أو أشعة غاما أو بروتونات. تنتقل هذه الأشعة من خلال أداة كبيرة إلى النقطة التي يقع فيها الورم وإلى الأنسجة القريبة منه. في بعض الحالات، قد يكون من الضروري إخضاع الدماغ أو النخاع الشوكي بالكامل إلى الأشعة. عادة ما يتم العلاج الإشعاعي بعد الجراحة. والحزم الإشعاعية هذه تعمل على قتل ما تبقى من خلايا سرطانية في منطقة العملية الجراحية. في بعض الأحيان المرضى الذين يكون احتمال خضوعهم إلى الجراحة معدوماً يمكنهم تلقي العلاج الشعاعي فقط. يتم تخطيط أسلوب تطبيق العلاج الإشعاعي لكل مريض بشكل منفصل. يعتمد مخطط العلاج هذا على نوع الورم وحجمه وكذلك على عمر المريض. تستغرق كل جلسة علاج بضع دقائق. عندما يعطى العلاج الإشعاعي يتخذ الأطباء تدابير مختلفة لحماية نسيج الدماغ السليم حول الورم. يمكن سرد هذه التدابير على النحو التالي:
- عادة ما يتم إعطاء العلاج الإشعاعي لبضعة أسابيع خمسة أيام في الأسبوع. من أجل حماية الخلايا السليمة المحيطة بالورم يفضل تقسيم المقدار الكامل المطلوب من الجرعة على الأسابيع وتطبيقها على هذا الشكل.
- العلاج الإشعاعي المجسم. يتم إعطاء حزم إشعاعية رقيقة من زوايا مختلفة. من أجل التمكن من ذلك يتم وضع خوذة صلبة للمريض. يتم اكتشاف موقع الورم بدقة باستخدام التصوير بالرنين المغناطيسي أوالتصوير المقطعي. في هذا العلاج يمكن إعطاء الأشعة في وقت واحد أو تقسيمها بالتتابع في زيارات متعددة.
- العلاج الإشعاعي الامتثالي ثلاثي الأبعاد. يتم الحصول على صورة ثلاثية الأبعاد للورم والأنسجة المحيطة عن طريق الحاسوب. يرسل الطبيب حزم الإشعاع المعدلة حسب شكل الورم بصورة دقيقة إلى الدماغ. يتم ضبط حزم الإشعاع بطريقة رشيقة بحيث يكون الضرر الذي يصيب الأنسجة المحيطة في أدنى حد ممكن. يسمى هذا الأسلوب بـ(سكين غاما)، بينما يعرف عند عامة الناس بطريقة علاج “استئصال الورم دون عملية”.
- العلاج الإشعاعي بحزمة البروتون. هنا مصدر الإشعاع هو البروتون وليس الأشعة السينية. يوجه الطبيب البروتونات نحو موضع الإصابة. يمكن للبروتون أن يمر عبر الأنسجة السليمة دون إلحاق الضرر بها.
كيف يتم العلاج بالأدوية في أورام الدماغ؟
يطلق على استخدام العقاقير لقتل الخلايا السرطانية اسم العلاج الكيماوي. في بعض الأحيان تستخدم هذه الأدوية أيضا في أورام الدماغ. يمكن إعطاء الأدوية المستخدمة في العلاج الكيميائي عن طريق الفم أو الوريد. في كلا الاتجاهين يتجول العقار في جميع أنحاء الجسم مختلطاً بالدم. وعادة ما تعطى أدوية العلاج الكيميائي في جرعات وجلسات مما يتيح للجسم فرصة للتعافي. عادة ما يتم إعطاء العلاج الكيميائي في عيادات خارجية. في بعض الحالات، يمكن إعطاؤه أيضًا في عيادة الطبيب أو في منزل المريض. في حالات نادرة جداً قد يحتاج الشخص إلى دخول المستشفى. عادة ما يتم إعطاء العلاج الكيميائي لأورام الدماغ للأطفال. يمكن للبالغين أيضا تلقي العلاج الكيميائي بعد الجراحة والعلاج الإشعاعي. في نوع سرطاني قابل للتكرر عند بعض الأشخاص وبعد إزالة الورم أثناء عملية جراحية في الدماغ يمكن زرع بعض المواد المتضمنة أدوية كيماوية ضمن أنسجة الدماغ. على مدار عدة أسابيع تطلق الأدوية الكيماوية هذه ببطء في نهاية المطاف تختفي ذاتياً. هذه الأدوية تعمل على قتل الخلايا السرطانية.