عنقنا هو الجزء الذي إن شعرنا بآلام فيه فإننا نكون أكثر اضطرابا وقلقاً حينها. عندما تكون هناك مشكلة في عنقنا، فإن الألم يصيب كل من الرأس والظهر والذراعين. المهم في هذا المرض هو العثور على الأيدي الأكثر خبرة في استخدام أحدث التقنيات. تتم معالجة الغالبية العظمى من المرضى الذين يعانون من فتق الرقبة دون اللجوء إلى الجراحة. ولكن عندما يقول الطبيب أن العملية الجراحية ضرورية فإن رفض الجراحة هو كاللعب بالنار. طالما أن هناك فرصة للتخلص النهائي من المرض عبر أيدي جراحين ذوو خبرة، وبنسبة خطر معدومة مع عملية دقيقة تستمر ل40 دقيقة وانعدام خطر تكرار الحالة حتى نهاية حياتكم فإن رفضكم الجراحة وتحمل الألم والمعاناة التي ستؤدي في نهاية المطاف إلى الشلل هو رفض للعلم والعقل معاً.
كيف يحدث فتق العنق والرقبة
يحدث في 7 أجسام قطنية اعتباراً من قاعدة الجمجمة. في منتصف كل فقرة يوجد النخاع الشوكي وهو استمرار للدماغ. تسري الحواس التي تعود إلى الدماغ من مختلف أعضاء الجسم أو الأوامر الموزعة من الدماغ إلى أنحاء الجسم كلها عبر النخاع الشوكي. في منطقة الرقبة تنتشر الأعصاب الخارجة من خط كل جسم فقري في الذراع والظهر مما يوفر الحس والقابلية على الحركة في هذه المناطق. الوسادة الفقرية الموجودة بين الفقرات أو ما يعرف بنسيج القرص ينقسم إلى الجزء الخارجي نسيج الليف (anulus fibrosus) والجزء الداخلي نواة اللباب (nucleus pulposus). فتق الرقبة يحدث جراء تمزيق الجزء الداخلي للجسم الغضروفي الناعم للجزء الخارجي المتكون من النسيج الضام الأكثر قوة (االغمد)، مما ينتج عنه ضغط متشكل على النخاع الشوكي والأعصاب.
أعراض فتق الرقبة
يشكو المرضى من آلام تنتشر في طرف واحد للذراع وينتشر الألم إلى أطراف الأصابع وقد يكون مصحوبًا بخدر. قد يكون هناك فقدان للقوة في الذراع التي ينتشر فيها الألم. يشكو المرضى من إسقاط الأشياء الثقيلة التي يحاولون حملها بأيديهم. يزداد الألم في الليل خاصة أثناء النوم. إذا ذهب الضغط إلى أبعد من ذلك فإن صعوبة المشي وعدم التوازن يحدثان أيضًا ويصبح الشخص غير قادر على حبس البول والبراز.
تشخيص فتق الرقبة
من أجل التشخيص النهائي يتم أخذ صورة الرنين المغنطيسيMR . وحيث لا يتوفر MR يمكن الاستفادة من التصوير المقطعي. ولكن لا ننسى أنه من الأفضل وجود الرنين المغنطيسي MR.
علاج فتق الرقبة: يتم علاج الغالبية العظمى من هؤلاء المرضى بالاستراحة لمدة أسبوع تقريبًا وتخفيف الآلام عبر المسكنات ومرخيات العضلات، وأحيانا توصف الأدوية المشتقة من الكورتيزول لاستخدامها خلال هذه الفترة. في بعض الأحيان على الرغم من كل هذا العلاج والاستراحة يمكن أن تستمر عند مجموعة صغيرة من المرضى الشكوى من ألم لا يطاق. وتتقدم الأعراض في هذا الوضع المعقد كالضعف في الذراعين، وترقق في العضلات، وعدم القدرة على القيام بالأعمال، والتي تنعكس سلباً على نوعية الحياة. في مثل هذه الحالات إذا وجد الطبيب أنه من المناسب القيام بعملية جراحية فيتم الشروع بهذا الطريق.
راحة فتق الرقبة: أصبحت جراحة الرقبة أسهل بكثير باستخدام التكنولوجيا المتقدمة. الآن يتم الوصول إلى الإصابة الموجودة في الرقبة عن طريق شق صغير من القسم الأمامي للرقبة وتستغرق العملية من ثلاثين إلى أربعين دقيقة. خلال العملية يجري ملء الفراغ الناتج عن استئصال الفقرة المصابة ويتم وضع بديل متحرك قابل للإزالة أو مايدعى بالقفص عوضاً عنها. بعد ست ساعات من العملية الجراحية يقف المريض على قدميه ويتم تخريجه من المستشفى في نفس اليوم. مع الجراحة المجهرية التي نتبعها نحن في هكذا جراحة، فلا مكان لأي مخاطر ولا احتمال للإصابة بالشلل أو الإعاقة. كما يمكن للمريض العودة إلى العمل في غضون أسبوع أو عشرة أيام بعد الجراحة.
الحالات التي يجب عدم انتظارها أبدا
– اضطراب في المشي
– إسقاط الأشياء من اليد
– اختلال التوازن
– ألم ليلي يستدعي الاستيقاظ
– ذوبان في عضلات الذراع