النزيف الدماغي هو حالة سريرية خطيرة للغاية وتهدد حياة المريض، تحصل جراء وقوع مشكلة ما في شبكة الأوعية الدموية شديدة التع
قيد والكثافة في الدماغ تؤدي إلى انهيار سلامة ووحدة الأوعية الدموية وبالتالي فإن التيار الدموي المسؤول عن تغذية الدماغ ينتشر ويتوزع في المنطقة حول الدماغ أو في نسيج الدماغ نفسه.
احترس من ارتفاع ضغط الدم والسكري …
يحدث النزيف الدماغي نتيجة لتمزقات مفاجئة في جدار الأوعية الدموية وحدوث فقاعات الأوعية الدموية (تمدد الأوعية الدموية) أو التشوهات الوعائية مثل الحويصلات (التشوهات الشريانية الوريدية) أو التمزق المفاجئ لجدران الأوعية التالفة أو جراء الأضرار التي تسببها أمراض مثل السكري وارتفاع ضغط الدم على جدار الأوعية والشرايين. إن عوامل مثل استخدام جرعات عالية من مخففات أو مميعات الدم، وتصلب الشرايين الناتج عن تدخين السجائر، وسوء التغذية هي من العوامل الأخرى التي تسبب هذا النزيف. عندما تكون هذه الأسباب الكامنة وراء نزيف الدماغ موجودة، يمكن أن تلعب مجموعة من العوامل المساعدة الأخرى دوراً محفزاً لبدء النزيف الدماغي، من هذه العوامل والأسباب على سبيل المثالسباب والعوامل مثلاً العطس المفاجئ، والسعال القوي، والضغط الشديد خلال الخروج إلى المرحاض، الجماع أو العلاقة الجنسية، حمل أثقال شديدة بشكل مفاجئ وغيره.
أنواع النزف وأشكاله…
هناك أنواع وأشكال متعددة للنزيف منها نزيف تحت العنكبوتية (نزيف يحدث في محيط الدماغ وتجويفاته، وهذه عادة ما تكون جراء تمزقات في حالات تمدد الأوعية الدموية فقاعات الأوعية الدموية (نزف داخل البطيني) نزيف في تجاويف كبيرة في الدماغ، والتي عادة ما تكون بسبب أمراض الأوعية الدموية (والنزيف داخل المخ) نزوفات داخل أنسجة الدماغ نفسها وهي عادة ما تكون نتيجة لشذوذ الأوعية الدموية مثل تشابكات الأوعية الدموية، والأورام وأمراض الأوعية الدموية التي تصيب جدار الوعاء الدموي).
العلاجات…
عند حالات كنزيف الأوعية الدموية (الفقاعة الوعائية في الدماغ) في البداية يتم التوجه نحو المعالجة بحبس الفقاعة المتشكلة في الدماغ، وذلك بالوصول إلى هذه الفقاعة عبر الدخول إلى الوريد من منطقة الفخذ. في بعض الحالات الخاصة إذا كان هذا الإجراء “غير ممكن”، فمن الممكن اللجوء إلى جراحة الدماغ المفتوحة والعثور على هذه الفقاعة وإغلاقها عن طريق وضع ملقط مزدوج (مزلاج). في علاج تشابكات الأوعية الدموية، يتم أيضاً الدخول لأول مرة من خلال الوريد وتتم المعالجة بتطبيق الحبس والإغلاق بأسلوب الإجراء المغلق. في بعض الحالات الخاصة التي لا يكون فيها هذا العلاج ممكنا، يقوم الجراح بإجراء جراحة مفتوحة لإزالة النسيج الوعائي المتشابك بتقنية الجراحة المجهرية. أما إذا لم يكن سبب النزف بسبب تمدد الأوعية الدموية أو تشابك الأوعية الدموية يتم أولاً تطبيق العلاج الدوائي لامتصاص الدم دون أي تدخل جراحي، تبعًا لحجم النزيف. في حالة النزف الشديد هناك خطر حدوث فقدان مفاجئ للمريض، لذلك يتخذ القرار بالتدخل الجراحي العاجل بإزالة كتلة الدم وإفراغها.
أعراض نزيف الدماغ… نزيف الدماغ يظهر عموماً بصحبة صداع مفاجئ وشديد، يعقبه فقدان مفاجئ للوعي، وغالبا ما يؤدي إلى فقدان للوعي عند المريض. وكثيراً ما يعقب ذلك إقياء شديد القوة متدفق مع نوبة عصبية (صرع).
ما يجب القيام به… بما أن النزف الدماغي يشكل حالة تهديد في الحالات الاسعافية، فمن الضروري الاتصال بالفرق الصحية المهنية أولاً. يمكن إيصال ما معدله 20 في المائة من أولئك الذين أصيبوا بهذا النزيف إلى المستشفى، وما تبقى من المرضى يفقدون حياتهم في المكان الذي أصيبوا فيه بالنزيف الدماغي. بما أن المريض سيفقد وعيه، فمن غير الممكن له أن يفعل أي شيء بمفرده. وإلى أن يصل فريق الرعاية الصحية المهنية، ينبغي أن يثبت المريض على أرضية مستوية في شكل مستقيم، ويجب جعله في وضعية جانبية في حال الإقياء والحفاظ على المجرى التنفسي مفتوحاً أثناء نوبة الصرع.